يا نجمة الحب

ماذا سأكتبُ يا أعَزّ أحبّتي
قلمي يقصّرُ عن رثائِك جدّتي

الموتُ ما أقساهُ يرمي سهمَهُ
مُتعطشاًً ليصيبنا بالّلوعةِ

ماذا تركتِ لنا سِوى دمعٍ جرى
في العينِ يهطلُ مثلَ دمع الغَيمةِ

دفنوكِ لا أدري .. فيا ويل العدى
من ديرةٍ فقدَتْ مَعاني الرحمةِ

ما غابَ طيفُكِ عن خيالي مرّةً
أنتِ الكنارُ على غصونِِ الجنّةِ

ما زلتِ في قلبي نسيماًً عاطراًً
ذكراكِ وردٌ في حديقةِ مهجتي

قد كنتِ لي بيتاًً ألوذُ بظلّهِ
لولاكِ لم تزهرْ بثغري بسمتي

يا نجمةَ الحبِّ التي لا تنطفي
أنتِ الحنانُ وأنتِ نبعُ الرّقةِ

خَطفَتْكِ كفُّ الموت مسرعةَ الخُطى
فتباركتْ بكِ أرضُنا في "جُدّةِ"

الاسمُ فاطمةٌ .. وقلبي طفلُها
لم ينفطمْ عن حبِّها في وحدتي

أخذوكِ منّي .. كم تمنّيتُ الِلقا
قبل الوداعِ لأحتويكِ بنظرتي

قيلَ : الأقاربُ كالعقاربِ .. حكمةٌ
صَدَقَتْ وإنّي مُؤمنٌ بالحكمةِ

نفثوا سموماًً كي يُميتوا ضحكتي
لكنّهم خَسئِوا .. ستبقى ضحكتي

يا جدّتي فلتعذريني إنني
ما كنتُ أدري عن سموم الحيّةِ

قد مزّقوا أحشاءَ قلبي بالأسى
الأهل أعدائي .. وتلكَ مصيبتي

خُبّرتُ بالنّبأ الأليم ولم أكنْ
أدري .. فحلّت صواعق نكبتي

يا ليتني لم أدرِ .. كنتُ بقيتُ في
جهلي .. يواسيني غرابُ الغفلةِ

أنا لن أسامِحَهم بعمري كلِّهِ
السهمُ أدماني ومزّق فرحتي

أخفوا عليّ وهمّشوني كيفَ لا
أرمي عليهم بجمرةِ ثورتي

إني لأسألُ : هل ترى قاموا بما
تقضي المراسمُ عند دفنِ الجثةِ ؟

هل نفذوا تلك الوصيةَ أم ترى
ألقوا بها في الريحِ دون وصيّةِ

الآن سوف أجيءُ متمطياًً دمي
وبدون إذنٍ عسكريّ النّبرَةِ

لأراكِ بين تراب مقبرةٍ سَمَا
فيها خيالُكِ رافلاًً بالعفةِ

مثل الشعاعِ يلوحُ وجهُكِ مُقمراًً
من حوله يتلو ملاكُ الرّحمةِ

مَنْ سوف يدعو لي بطول العمرِِ يا
أغلى أحبّائي وشمسَ محبتي

يا جدتي أنتِ التي علمتني
كيف الصلاةُ وكيف أُتْقِنُ سجدتي

أنتِ المعلمةُ التي ربّيتني
وزرعتِ فِيَّ الحبّ منذُ طفولتي

علمتني (الشّعرَ) الجميل جواهراًً
علقتها عقداًً بجيدِ قصيدتي

نامي على خد الترابِ فأنتِ في
قلبي .. وداعاًً يا أعزّ أحبتي